تاريخ: 08 ديسمبر 2015 10:01 م
|
مدرسة التواضع النبوية
مدرسة محمدية طاهرة، علمت المسلمين كيف يتواضعون ويحترمون الآخرين، ومن أهم تلاميذ ومعالم هذه المدرسة صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، أمثال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، فكانوا خير من تواضع وأحسن عملاً وقولاً للمسلمين، والتواضع لغة هو الانخفاض والتنزل للآخرين، وكما ذكرنا هي صفة من الصفات التي يتميز به المؤمن، لأنها من أهم مبادئ المدرسة المحمدية التي تعلمها وعمل بها، ونقلها عنه آل بيته وصحابته ومن تبعه بإحسان (رضوان الله عليهم جميعاً).
نُقلت إلينا قصص كثيرة عن معنى التواضع والتسامح في العصر الإسلامي الأول وما بعده من العصور، فقد كان رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم في قمة التواضع مع أصحابه وأهل بيته، وكذلك الصديق أبو بكر كان يساعد بعض فتيات المسلمين بحلب الشياه، وحين أصبح أميرا للمؤمنين قالوا سيكف أبو بكر عن هذا العمل، لكنه واصل خدمة الناس، واستمر كذلك بتنظيف بيت امرأة عجوز كان يخدمها طالبا الأجر من الله عز وجل.
وكان ثاني الخلفاء الراشدين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يحمل الدقيق على ظهره ويطبخ الأكل لامرأة عجوز فقيرة وهو أمير للمؤمنين، وتابعهم في هذا التواضع خيرة الصحابة، فهذا هو الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز يأتيه ضيف، وحين ضعف ضوء المصباح قام فأصلحه، وتعجب هذا الضيف، وقال يا أمير المؤمنين: لماذا لم تأمرني أو تأمر الخادم بإصلاحه؟ فقال ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر، أي ذهبت ورجعت ولم يتغير شكلي أو قدري.
كانوا نماذج متواضعة عرفتها البشرية، وسطرها التاريخ، وكيف لا يكون هذا خلقهم والرسول صلى الله عليه وسلم قدوتهم، وهو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، وكان خلقه القرآن، فالتواضع صفة من طبيعة الإنسان، ولكنها تفتقد إذا رأى الإنسان أنه شخص لا مثيل له، والكبر سلوك شاذ وغريب، يكون ناتجا عن الرفعة في الوضع الاجتماعي أو المالي أو الوظيفي أو الديني.. إلخ، وجميعها أفعال تؤدي بصاحبها إلى الاتصاف بأسوأ طبع بين البشر وهو "الكبر"، وأخيراً، هي رسالة للتذكير بصفة عملها الرسول الأكرم وحث عليها، ولا ننسى أن الإنسان ولد ضعيفاً وسيموت ضعيفاً.
آبيات ..!
آبيات ..!
وقد دعا الإمام الشافعي رحمه الله في هذه الأبيات إلى التواضع ونبذ التكبر فقال:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظـــر , على صفحـات المــاء وهو رفيــع
ولا تك كالدخان يعلــو بنفســــه , على طبقــات الجـو وهو وضيــع
..
..
وقال أيضاً الشاعر الكريز:
ولا تمش في الأرض إلا تواضعا فكم تحتها قوم هم منك أرفع
المصدر :
http://www.alkuwaityah.com/Article.aspx?id=335275